مقابلة مع الأستاذ : حبیب الله ولد اگاه حول تجربته مع القراءة.


تنويه: جاءت هذه المقابلة على إثر دردشة مع الأستاذ وليست مقابلة رسمية تستلزم وضوحا و اهتماما أكثر بشكل الأجوبة.

السؤال 1 :
الأستاذ حبيب الله مرحبا بكم في هذه المقابلة الخاصة مع جمعية شبيبة بناء الوطن-فرع انواذيبو-والتي تتزامن مع إطلاقها لمبادرة "انواذيبو تقرأ" قبل أن نبدأ،هل من تعريف بشخصكم الكريم؟
الجواب:
حبیب الله ولد اگاه.. أحد ساكني انواذيبُ، و المهتمين بشأنها.. و المتطلعين إلى اليوم الذي تشيع في أرجائها ثقافة القراءة، تخصص الدراسة علوم الكومبيوتر، و العمل في نفس المجال في الشركة الوطنية للصناعة و المناجم.
السؤال 2:
كيف كانت بداياتكم مع المطالعة، حدثونا عن تلك الفترة بالذات؟
الجواب:
أذكر في التسعينات أن أول ما كنت أقرأ بـنهم هو كتب المغامرات مثل "رجل المستحيل" وغيرها ثم جاءت بعد ذلك القصص كروايات نجيب محفوظ و غيره.. و لا شكّ أنها ـ على قلة فائدتها، و خطورتها حتى ـ قد عوّدتني على القراءة كعمل لا يتطلب جهدا كبيرا.. و لا أظنني كنت سأكون من أهل المطالعة، لو لم أمر بتلك المرحلة. فبالنسبة للشباب دون العشرين.. لا أظن أنهم يجب أن يتكلّفوا كثيرا من المطالعة الجادة.. بل ربما عليهم فقط مطالعة ما يميلون إليه و يجذب انتباههم أولا حتى يعتادوا القراءة، و من ذلك القصص، لأنها أسهل متابعة و تُملي على القارئ انتظارَ النهاية.
السؤال 3:
بخصوص تجربتكم مع قراءة الروايات والتي بدأتَ بها رحلة المطالعة واستفدت منها –كما ذكرت-التعود على القراءة، يلاحظ  إقبال لدى كثير من الشباب على قراءة القصص والروايات، هل هناك فوائد أخرى "معرفية" في قراءة القصص والروايات،لأن البعض ينظر إليها على أنها للتسلية فقط.؟
الجواب:
أظن أن لها لا شك فوائد أخرى غير الترفيه من ناحية توسيع أفق القارئ و إعطاء لمحة عن تعقد العلاقات الإنسانية.. و قليل من تليين الطبع أيضا.. لكن هذه كلها فوائد "تندرك".. و ربما تكون هامشية مقارنة بالأفكار التي قد تزرع في لا وعي القارئ، إذ يندر من هذه الروايات ما لا يحمل شحنة و رسالة ما.. و الغالب هذه الأيام في تلك الشحنة أن تكون سلبية. كنت أسأل أحد الأقارب قبل مدة عن ماذا يقرأ.. و قد ذكر لي كاتبة اسمها مستغنامي، و كنت قد سمعت بها قبل ذلك لكن لم أقرأ لها، فقررت حينها أن أُطالع بعض ما كتبت، و أصارحك أنني لم أستطع إنهاء الفصل الأول من قصتها.. مع أني تفهمت تماما لماذا قد يميل إلى قراءتها المراهقون و الشباب كما حصل لي مع روايات مشابِهة ذات مرة.
السؤال 4:
ماهي تلك الأسباب، هل تقصد، "الرسائل" أم الطرائق التعبيرية التي تكتب بها أحلام مستغانمي والتي تستقطب جمهورا كبيرا من الشباب هذه الأيام؟
الجواب:
كل ذلك.. مع أن أكثرهم ربما يهتم بالأسلوب و موضوع قصصها في غفلة "مقصودة شيئا ما" عن الرسائل.. قرأت في نقد كتابات مستغنامي مقالة للدكتورة ديمة طارق طهبوب بعنوان "مستغانمي.. صورة الجزائر و رمزيتها"، قبل أن أقرأ تلك الكتابات.. و قد أعجبتني المقالة، لأنها ترجمت فعلا ما كنت أحِس به حينها تجاه كتابات نجيب محفوظ، بعد مرحلة قراءتها طبعا.. على أنه لا يجب أن يُفهم من هذا أني أعارض قراءة تلك الكتابات بإطلاق.
السؤال 5:
ماذا بعد تلك الفترة الأولى،أين كانت وجهتكم الثانية في مسار المطالعة،وهل هناك دروس للشباب؟
الجواب:
بالنسبة لي، كانت فترة نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس.. لأن مستغنامي لم تكن قد بدأت الكتابة حينها.. لكن فترة انتهائي من تلك القراءات، آخر التسعينات و بداية الألفية، أذكر أنها كانت فترة بداية اهتمامي ب"موريتانيا".. أقصد الإهتمام بها تاريخا و ثقافة. و لا أعلم إن كان ثمّ درس أو لا.. كلٌّ يأخذ الطريق الذي يُسِّر له.
السؤال 6:
لا شك هناك دروس في قراءة كتب التاريخ بشكل عام وخصوصا التاريخ الموريتاني، ماهي الإفادات التي خرجت بها من تلك المطالعات؟
الجواب:
مهمة جدا في تحديد الأرضية التي يقف عليها الإنسان.. و في معرفته لجذوره، و أنه ليس "شجرة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار" .. ربما يمكن العتب على بعض الملتزمين، اهتمامهم الزائد بجذورهم البعيدة، و غفلتهم عن القريب منها (بحسنها و سيئها)، فالأجداد و السلف لم يكونوا غيرَ بشر يسيئون و يصلحون و يغالبون.. أما وضع التاريخ في قالب وردي، ففيه من الخطورة ما في تجاهل قراءته. و أذكر مثلا أن من أوائل الكتب التي قرأت في هذا المجال كتاب عن "حرب شرببه".
السؤال 7:
هل لديكم طريقة خاصة في القراءة،هل تقرأ الكتاب دفعة واحدة، أم على مراحل؟ هل تعمل تلخيصا لما تقرأ هل تعود إليه بعد القراءة الأولى، باختصار منهجيّتكم في المطالعة؟
الجواب:
عادةً، حسب مواضيع الكتب المقروءة.. بعض الكتب تُمضي أشهرا بجنبي.. أتصفح كل ليلة منها ما تيسّر قبل النوم.. و بعضها يُقرأ دفعة ثم يعود للمكتبة.. و قد أعود لكتاب بعد مدة إن تذكرت فيه شيئا أعجبني أو أحببت التحقق من شيئ.. أما التلخيصات، فلا. 
لكن عادة الكتب التخصصية، لا يطمع شخص في قراءتها دفعة واحدة، و إنما حسب حاجته.. كنت اقتنيت قبل عدة أشهر كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، و لا أستطيع القول أني قرأت منه أكثر من عشر صفحات متتالية.. لكنه كتاب يُرجَع إليه كل حين و آخر.
السؤال 8:
مع التطور التكنولوجي دخلت وسائط جديدة مثل الهاتف، الانترنت...الخ ، هل يمكن أن تكون هذه الوسائط مصدرا للمطالعة وبديلا عن الكتب؟ وماذا عن النسخ الالكترونية للكتب؟ البعض لا يعتبر الكتاب إلا ما كان ورقيا.
الجواب:
لا أدري إن كان يمكن أن تعوض الكتب نهائيا.. لكن الوسائط التقنية على العموم، وسائط معينة في حفظ نسخ الكترونية لن تبتلّ و لن يمزقها الصبية و لن يضيعها من يستعيرها.. و لذلك فإني أحاول دائما أن يكون لديّ نسخة على الجهاز من أي كتاب في المكتبة.. و الحمد لله، المكتبة الألكترونية الآن أكبر بمرات من المكتبة الآخرى.. أما القراءة على الجهاز، فأفعل أحيانا و إن كنت أستريح أكثر مع الكتاب الورقي.. سمعت أحدهم مرة يفرِّق بينهما فيقول إنه حين يقرأ على الجهاز فإن ظهره يميل إلى الأمام و تنشد عضلاته.. أما حين يقرأ في الكتاب فإن ظهره يميل إلى الخلف و تسترخي عضلاته.. فكيف لا يفضل الأخيرة.
السؤال 9: 
هل هناك كُتب ندِمت على الوقت الذي أخذتَهُ في قرائتها، وماهي الكتب التي تأثرت بها وتعتبر أنها أضافت لك إضافة نوعية؟
الجواب:
الله أعلم.. لكل فترة كتاباتها. ربما أكون ندِمت قليلا في وقت ما على قراءة نجيب محفوظ مثلا، لكني شبه مقتنع الآن أن ذلك كان ضروريا لكي أصل لما بعده، أما الكتب التي أثّرت في ـ بمعنى ساهمت في تغيير أو تدقيق فكرتي عن أمر ما ـ فكثيرة، منها، في المجال الديني مثلا، كتب محمد الغزالي أولا.. ثم اكتشفت بعد ذلك كتاب سلمان العودة الذي كتب أواخر الثمانينات كردّ على الغزالي، و كان ضروريا حينها كي أتوقف قليلا عن قراءة الغزالي.. ثم كتاب الشنقيطي حول الخلافات السياسية بين الصحابة.. و أهميته عندي حينها، أنه لم يكن يسرد، بل يحدد إطارا منهجيا لقراءة التاريخ عموما.. و التفريق بين التاريخ و الوحي كما يقول هو.. ثم أخيرا كتاب لأحد الدكاترة المسلمين في أمريكا.. عن "حدود تقبّل الخلاف" أعحبني فيه جدا مراجعته النقدية لبعض المصطلحات "الحداثية" التي تسرّبت حتى إلى الخطاب الإسلامي.. و هكذا، لكل فترة كتبها.
السؤال 10:
الانترنت أو الفيسبوك بشكل خاص يأخذ الكثير من أوقات الشباب هذه الأيام لدرجة لا يدع معها وقتا لقراءة الكتب، هل من نصائح أو تجربة خاصة تفيد الشباب؟
الجواب:
المواقع و المنتديات هي على حسب الإهتمام الأصلي للقارئ.. لكن مِمّا يفيد في قراءة المواضيع الجادة و البحثية ـ التي قد تكون جافة شيئا ما ـ تلك المناظرات التي قد تحصل بين بعض أهل العلم بها.. أما الفيسبوك، فمن لم يكن من أهل القراءة قبله، فإني أتفهم أنه ستصعب عليه القراءات "الطويلة"، بدون مجاهدة كبيرة منه.. لكن كل ذلك حسب مواضيع الإهتمام، و قد يفيد في ذلك أن يكون القارئ من أهل "لغبَ" جدا، و أن يبدأ بما يميل الطبع إليه.. لا بما يجِب عليه.
السؤال 11:
يلاحظ من خلال اجاباتكم أنكم تميلون إلى أن يقرأ الشاب ما "يميل إليه لا ما يجب عليه" في جواب آخر: "بالنسبة للشباب دون العشرين.. أظن أنهم لا يجب أن يتكلفوا كثيرا من المطالعة الجادة.. بل ربما عليهم فقط مطالعة ما يميلون إليه و يجذب انتباههم" هل تقصد أن لا يتم توجيه الشباب في القراءة وأن يتركوا لميولهم فقط.؟
الجواب:
لا أظن.. ربما في مرحلة أولى يكون ذلك أجدى حتى يعتادوا القراءة.. فلا نخلطَ لهم الموضوع الجاد و القراءة الصعيبة في آن واحد.. مع ما فيه من "مجازفة"..
فالقراءة الترفيهية لا بد منها في مرحلة ما، كي يستطيع الإنسان المواصلة..
مع أنه يمكن توجيه تلك القراءة الترفيهية.. فمثلا، بدلَ أن يقرأ نجيب محفوظ أو ما شابه يمكن أن يقرأ نجيب الكيلاني أو ما شابه من البدائل، لكن لابدّ أن يكون هناك ميل أصلي و اهتمام طبعي بموضوع القراءة.
السؤال 12 :
هل من نصائح وتوجيهات، هل من كلمة أخيرة للشباب بخصوص القراءة؟
الجواب:
لا أُحسن تقديم النصائح جدا.. على كل حال، لا يخطر بالبال إلا الآية "إقرأ باسم ربك الذي خلق".. و أن يقرأها الإنسان كما لو كان ضمير المخاطب فيها عائد عليه شخصيا، عساه يتذوّق منها شيئا.


شاركه

عن جمعية شبيبة بناء الوطن - فرع نواذيبو

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Recent Posts

Slider[Style1]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

من الأرشيف

من الأرشيف
حملات التنظيف

أول نشاط للجمعية

أول نشاط للجمعية
ثلاثي النشيد الأصيل: محمد سالم،أبوراتب،براهيم

في كل نشاط

في كل نشاط
تفاعل شبابي كبير

My Blog List

My Blog List


ماهي برأيك أهم عوائق العمل الثقافي في نواذيبو هل هي :

Like on Facebook

قريبا

My Blog List

Social Icons

فديو اليوم