أحد أبناء الجمعية يحكي قصة التفوق و التميز...


فى إطار اهتمامها بالمبدعين والمتميزين بمدينة أنواذيبو، التقت المدونة الالكترونية أحد أبناء الجمعية عضو لجنة الإعلام والثقافة الشاب محمد عبد الله ولد سيد محمد أحد الأوجه الشبابية الصاعدة في مجال الثقافة وأحد الطلبة المتميزين دراسيا وذلك بمناسبة إحرازه المركز الأول على مستوى المدينة في باكالوريا الآداب الأصلية 2010 و الثالث على المستوى الوطني.
نص المقابلة
المدونة : لوقدمتم لنا تعريفا مختصرا، تاريخ ومكان الولادة ، وذكرياتكم في تلك الفترة .
محمد عبد الله : الإسم الكامل هو : محمد عبد الله ولد سيد محمد ولد محمد الشيخ ، من مواليد مقاطعة "تيارت" بالعاصمة أنواكشوط حيث سطرت الأحرف الأولى من حياتى فى يوليو 1993 م ، نشأت وترعرت فى أسرة علم وجاه عن طريقها تلقيت الدروس الأولى من الحياة ، فلقنت التعاليم الدينية الأساسية وتعلمت القراءة وأنا فى ربيعى الخامس. وفى الحقيقة لا تحمل لي ذاكرتى مما يتعلق بتلك الفترة سوى الطفولة الفطرية التى جبل عليها كل إنسان ، فلا أتذكر غير اللعب البريئ والتفكير الساذج والأمور الصغيرة التى تشغل بال ووقت كل صغير (الحلوى , الألعاب , المشاجرات).
المدونة : ماهي أهم المحطات فى مساركم التعليمى ؟ متى بدأتم ؟ وماذا درستم ؟
محمد عبد الله :ممالامجال للشك فيه أن التحصيل العلمي هو ضرورة من ضرورات الحياة ، وعلى هذا الأساس كانت المحطة الأولى في مساري الدراسي هي البيت الذي أسميه " المدرسة الأولى " فيه أتقنت القراءة بدخولي في ربيعي السادس ، لألتحق مباشرة ب "مدرسة نسيبة بنت كعب " فى مدينة " أنواذيبو " وأواصل الدراسة فيها حتى القسم الثالث إبتدائى ، بعدها إنتقلت إلى العاصمة لأقضى هناك سنة كاملة واصلت فيها مع القسم الرابع ولكن هذه المرة فى مدرسة " السلام " بدار النعيم وبعد نجاحي فى القسم المذكور تقرر فصلى من الدراسة النظامية ، وذالك من أجل إكمال حفظ القرأن الكريم ....
وبذلك عدت من جديد إلى مدرستي الأولى "البيت " وكان عمري آنذاك عشر سنين ، فأكملت حفظ القرأن الكريم و حصلت على الإجازة في قراءة نافع من طرف الشيخ الفاضل محمد يسلم ولد اخطور ، بعدها واصلت مع بعض المتون المحظرية لألتحق فى العام الدراسى 2008 – 2009 بمعهد عبد الله بن ياسين للتعليم لأصلى بنواذيبو وبتجاوز القسم الأول منه قادنى الطموح الدراسى إلى أن أخوض غمار تجربة الترشح "لبكالوريا 2010 " وهي المسابقة التى حصلت فيها – بتوفيق من الله – على المركز الثالث من شعبة الاداب الأصلية على المستوى الوطنى ( ولله الحمد من قبل ومن بعد ) .
المدونة : لو تحدثونا عن مشاركة هذه السنة في البكالوريا ، وهل كانت هناك صعوبات ؟
محمد عبد الله : انطلاقا من المقولة "ولابد دون الشهد من إبر النحل" فإن طريق مشاركتي في الباكالوريا هذا العام لم تكن مفروشة بالورود ، بدءا بقبول ملف الترشح ، مرورا بإشكالية التحضير وختاما بدخول قاعة الامتحان ، ولا أخفيكم سرا فإن أصعب ماواجهته في هذه المشاركة هو "مشكلة القلق" التى عشت في أحضانها أياما لا تنسى .
وبفضل الله وتشجيع من الإخوة الذين سبقوا إلى هذه التجربة إستطعت تجاوز هذه المرحلة بسلام .
وعلى أساس أهمية شهادة "البكالوريا " فقد كان هدف الحصول عليها نصب عيني ابتداء من "يناير " من العام الجارى , ومن أجل الوصول إلى الطموح سالت الله التوفيق , وشددت المئزر وأوصيت الإخوان على الدعاء , ولم يأت الأسبوع الأخير قبل المسابقة حتى كنت قد تصورت – إن لم أكن فهمت – جل البرنامج ولكن ثمن هذا كان باهظا فقد شحب الوجه من التعب وفقد جيبى بعضا من وزنه وكما يقال : "عند الصباح يحمد القوم السرى"
المدونة : بحصولكم على المرتبة الثالثة على المستوى الوطنى ، ماذا أضاف لكم هذا الإنجاز ؟ وهل تفاجأتم ؟
محمد عبد الله : فى الحقيقة فإن الحصول على هذه المرتبة لم يكن بالأمر الذى كنت اطمح إليه ، فماكان يهمنى هو النجاح فى الدورة العادية – فقط – رغم أن التفوق والتميز من الأمور التى تعلمنا أهميتها من "شبيبة بناء الوطن " وهو أمر لا أخفى رغبتى فيه وبطبيعة الحال فإن نبأ حصولى على هذه المرتبة كان أمرا مفاجئا لى وكان فوق ما أتوقع ।وعلى العموم فإن هذا الإنجاز يمثل بالنسبة لى مكسبا من مكاسب العمل الثقافى فى المدينة ، حيث أعتبره دليلا على أنه لا يتناقض مع التحصيل العلمى فهما حقيقة – وجهان لعملة واحدة –
المدونة : ماهي الخطوات المقبلة فيما يتعلق بالمسار الدراسى ؟
محمد عبد الله : بعد أن من الله بالنجاح فإن مساري الدراسى يقف الآن على مفترق طرق ، فالتخصص لم يتحدد لى بعد ، وحتى وجهة الدراسة لم أحددها حتى الآن . وبالتالى فالحديث عن المستقبل الدراسى من السابق لأوانه ، ورغم ذلك فإن وجهتي الدراسية تتأرجح بين خيارات عدة من أهمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ، أو التسجيل فى إحدى الجامعات العربية بحكم حصولى على منحة دراسية وعليه فإن الحديث عن الخطوات الدراسية المقبلة بشكل محدد غير ممكن الآن ليبقى لسان الحال يردد : اللهم أختر لنا ماهو خير لنا .
المدونة : لكم مساهمة متميزة فى العمل الثقافى فى جمعية شبيبة بناء الوطن كيف نجحتم فى المزاوجة بين الثقافة والدراسة ؟
محمد عبد الله : للإجابة على هذا السؤال يجب أن نوضح أن العمل الثقافي لا يضاهي التحصيل العلمى بل – وأكثر من ذلك – فإن العمل الثقافى مساعد ومعين على التحصيل العلمى ، فسعة الأفق والقدرة على التوصيل وأناقة الأسلوب اللغوى وفن التعامل مع الأخرين ، وغير ذلك هي أمور لاغنى للتحصيل العلمى عنها فى الوقت الذى يعتبرالعمل الثقافى من أبرز مايعين على إكتسابها وإنطلاقا من هذه القناعة فقد كنت – وأرجو أن أظل – حريصا على واجباتى الثقافية بقدر ما أنا حريص على واجباتى الدراسية وإذا سألتنى كيف ؟ قلت لك : بالعمل على المزاوجة والتوفيق بينهما بحيث لا يطغى أحدهما على الأخر فأصبح كالجندى الذى يقاتل على جبهتين لا يمكنه الإهتمام بواحدة على حساب الأخرى ، فأقدم الأولويات وأوازن بين المهم والأهم ، وإذا تعارض لى واجب دراسى مع أخر ثقافى فإننى أقدم العاجل والأهم منهما , وأعوض للآخر حالما تسمح فرصة .
وأؤكد لكم أن أخر نشاط شاركت فيه كان قبل "البكالوريا " ب45 يوما فقط وهذا مما يؤكد قولنا ، فليس واحد من الأمرين عائقا أمام الأخر , ولكن المشكلة تكمن فى عدم مقدرة البعض على التوفيق بينهما .
المدونة : لكل إنسان طموح فى الحياة ، فهل يمكن أن نعرف طموح محمد عبد الله ؟
محمد عبد الله : بصفة عامة فإن كل ما أطمح إليه هو أن أخدم أمتي ووطني شأني في ذلك شأن كل محب لها ، فهذا ما أرجو أن أعمل على تحقيقه و- عموما - منتهى ما أطمح إليه ، وكوسيلة لبلوغ هذا المقصد فإنى أطمح لأن أكون فارسا من فرسان الكلمة ينافح عن الحقيقة ويحمل هم التنوير ، مع أن الطموحات كثيرة ولا يمكننا الحديث عتها بطريقة أكثر تحديدا حتى لا يقودنا الحديث إلى باب " الأمانى والأحلام "
المدونة : ماهي إهتماماتكم خارج الدراسة ؟ وماهي أهم الكتب التى أثرت فيكم ؟
محمد عبد الله : لدي إضافة للدراسة عدة إهتمامات تشغل الفائض من وقتى من أبرزها العمل الثقافي- كما أسلفنا - و " المطالعة " التى أعتبرها بمثابة الغذاء الذى لايمكن الاستغناء عنه إذ هي واجب من الواجبات التى ندب إليها ديننا وضرورة من ضرورات العقل ، وعلى هذا الأساس سعيت إلى إمتلاك مكتبة خاصة بى سميتها " المشعل " تحتوى الآن مايربو على الأربعين كتابا أسرح فيها بفكرى كلما سمحت الفرصة । ومن أهم ما تأثرت به منها كتابات الدكتورخالد أبو شادى خصوصا كتابه "معا نصنع الفجر القادم" وماكتبه الدكتور يوسف القرضاوى والدكتور محمد الغزالى خصوصا كتابيه " خلق المسلم " و "جدد حياتك " هذا إضافة إلى ماسال به قلم محمد أحمد الراشد حفظه الله وغيرهم . ومن بين إهتماماتى التي لا يمكنني تناسيها " لعبة كرة القدم " التى أشغل بها جزءا من وقتى لما فيها من متعة وتقوية للبدن ....... وعموما فإن المطالعة هي من ابرز ما أحرص عليه بعد الدراسة.
المدونة : هل هناك شخصيات أثرت فيكم وأعجبتكم
محمد عبد الله: فى الحقيقة أنا معجب بكل من قدم خدمة لأمته ، لأن أعمارالأفراد الحقيقية لاتقاس بالأيام بقدر ماتقاس بماقدموه وعلى هذا الأساس كنت معجبا بالعديد من الشخصيات التى كان لها أثر فى الحياة من بينها صلاح الدين الأيوبى بطل حطين , وسيف الدين قطز "قاهر التتار " والشاب الفاتح للقسطنطينية وغيرهم هذا قديما أمافى العصر الحديث فقد أعجبت بعدة شخصيات من بينها شخصية الإمام الشهيد "حسن البنا " وشيخ الإنتفاضة المقعد " الشيخ أحمد ياسين " كما أنا معجب أيضا بشخصية الدكتور طارق السويدان وقد تركت هذه الشخصيات عميق الأثر الذى لن أننساه ما كتبت لى الحياة .
المدونة : هل من كلمة أخيرة لجمهور الجمعية بنواذيبو؟
محمد عبدالله : ختاما أشكر مدونة الجمعية بنواذيبو وأتمنى لها مزيدا من النجاح وشكرى أيضا موصول إلى جماهير الجمعية على تواصلهم وتشجعيهم ..........كما لا يفوتنى وانا أطوى مرغما هذه الصفحة بأن أوصى جمهور الجمعية بأن يشدوا على يديها من أجل المزيد من العطاء الثقافى وأن لا يألوا جهدا فى مساعدتها ومساندتها فى مسيرتها الميمونة فهي نعم المركب للسائر في ركب البناء... ومسك الختام السلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المدونة : شكرا جزيلا لكم.
شاركه

عن جمعية شبيبة بناء الوطن - فرع نواذيبو

هذا النص هو مثال لنص يمكن ان يستبدل في نفس المساحة ايضا يمكنك زيارة مدونة مدون محترف لمزيد من تحميل قوالب بلوجر.
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

1 التعليقات :

  1. بارك الله بيك يامحمد انت قدوة صالحه لغيرك من الطلاب

    ردحذف

Recent Posts

Slider[Style1]

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

من الأرشيف

من الأرشيف
حملات التنظيف

أول نشاط للجمعية

أول نشاط للجمعية
ثلاثي النشيد الأصيل: محمد سالم،أبوراتب،براهيم

في كل نشاط

في كل نشاط
تفاعل شبابي كبير

My Blog List

My Blog List


ماهي برأيك أهم عوائق العمل الثقافي في نواذيبو هل هي :

Like on Facebook

قريبا

My Blog List

Social Icons

فديو اليوم